ترنيمة السلام ..
 
كل شيء فى الكون يغنى ويعزف لحنه الخاص …. كل شئ يؤدى دوره فى اوركسترا كونية لا تتوقف ابدا عن العزف ….. بامكان اى شخص ان بسمع هذه الترنيمة الكونية … إذا أراد
 
ما أسهل أن نحمل كل أخطائنا وإخفاقاتنا في الحياة على شماعة الظروف والناس، لكننا هذا حتى ولو وفر لنا بعض اللحظات من راحة الضمير، فمن المستحيل أن يوصلنا لمرحلة السلام النفسى
 
وفى محاولة للوصول لحل هذه المعضلة يأخذنا الكاتب المبدع (أحمد عبد المجيد) فى رحلة صوفية رائعة بحثا عن السلام النفسى وتقبل الذات والأخرين وإنهاء الصراع الأبدى الذي يدور داخل النفس البشرىه بين ما كان وما كان يجب أن يكون.
 
ترنيمة السلام قصة شاب بعدما وصل إلى القاع، بدأ الصعود للقمة بعدما قابل المرشد الروحى. وتخطى معه سلالم الصفاء النفسى خطوة خطوة.
 
بداية بمرحلة البحث عن الذات داخل أعماق نفسه، وخاضها بتأمل الحمام الذي يطوف حول الكعبة، ثم خاض مرحلة مواجهة النفس وتقبلها، وفى هذا التدريب طلب منه المعلم النظر فى المرآة، فى البداية وجد صعوبة شديدة فى تقبل ملامح وجهه التى تذكره فشله وضعفه وياسه. ولكن مع الوقت استطاع ان يتعدى حدود الملامح ويتقبل النظر لنفسه ومواجهة نفسه وتقبل فشلها ونجاحها.  نقاط ضعفها وقوتها. وهنا بدات المرحلة الثالثة، تامل خلق الله. تأمل البشر وتقبلهم تحت شعار (كلنا أنا)، كلنا نفس الروح الهائمة التى تبحث عن السلام ولو اختلفت الصور والأشكال.
 
ثم بدأت المرحلة التالية ترديد لا حول ولا قوة الا بالله بكل جنبات نفسك للاقرار اننا لانملك من أمر نفوسنا شيئا.
بعد ذلك تبدا المرحلة التالية حيث يطلب منه المعلم خوض تجربة الموت قبل الموت . كان يغطيه بملاءة بيضاء ويتركه بالساعات. فى محاولة لجعله يتخلص من هويته الدنيوية الزائفة والتواضع والشعور انه مكتمل فى ذاته.
وأخيرا ..  بدات مرحلة تأمل الشجرة ليصل لدرس أن الشجرة قد تميل مع الريح . قد تسقط اوراقها لكنها فى كل الاحوال تعود لأصلها
 
وهنا اكتملت الرحلة. وطلب المعلم من البطل ان يعود لمخالطة البشر بهذه الروح الجديدة بمنتهى التقبل لذاته ولكل ما يسكن هذا الكون من خير وشر.
 
تلخيص: عبير السلام.
 
والحمد لله رب العالمين.